سورة يس - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يس)


        


قوله عز وجل: {وآية لهم} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: عبرة لهم لأن في الآيات اعتباراً.
الثاني: نعمة عليهم لأن في الآيات إنعاماً.
الثالث: إنذار لهم لأن في الآيات إنذاراً.

{أنَّا حَملْنا ذُرّيتَهم في الفلك المشحون} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الذرية الآباء حملهم الله تعالى في سفينة نوح عليه السلام، قاله أبان بن عثمان، وسمى الآباء ذرية لأن منهم ذرء الأبناء.
الثاني: أن الذرية الأبناء والنساء لأنهم ذرء الآباء حملوا في السفن، والفلك هي السفن الكبار، قاله السدي.
الثالث: أن الذرية النطف حملها الله تعالى في بطون النساء تشبيهاً بالفلك المشحون، قاله عليّ رضي الله عنه.

وفي {المشحون} قولان:
أحدهما: الموقر، قاله ابن عباس.
الثاني: المملوء، حكاه ابن عباس أيضاً.
{وخلقنا لهم من مثله ما يركبون} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: أنه خلق مثل سفينة نوح مما يركبونها من السفن، قاله ابن عباس.
الثاني: أنها السفن الصغار خلقها لهم مثل السفن الكبار، قاله أبو مالك.
الثالث: أنها سفن الأنهار خلقها لهم مثل سفن البحار، قاله السدي.
الرابع: أنها الإبل خلقها لهم للركوب في البر مثل السفن المركوبة في البحر، قاله الحسن وعبد الله بن شداد. والعرب تشبه الإبل بالسفن، قال طرفة:
كأنَّ حدوج المالكية غدوةً *** خلايا سَفينٍ بالنواصِف من رَدِ
ويجيء على مقتضى تأويل عليّ رضي الله عنه في أن الذرية في الفلك المشحون هي النطف في بطون النساء. قولٌ خامس في قوله: {وخلقنا لهم من مثله ما يركبون}:
أن يكون تأويله النساء خلقن لركوب الأزواج، لكن لم أره محكياً.
قوله عز وجل: {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم} فيه وجهان:
أحدهما: فلا مغيث لهم، رواه سعيد عن قتادة.
الثاني: فلا منعة لهم، رواه شيبان عن قتادة.

{ولا هم ينقذون} فيه وجهان:
أحدهما: من الغرق.
الثاني: من العذاب.

{إلا رحمة منا} فيه وجهان:
أحدهما: إلا رحمتنا، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: إلا نعمة منا، قاله مقاتل.

{ومتاعاً إلى حين} فيه وجهان:
أحدهما: إلى الموت، قاله قتادة.
الثاني: إلى القيامة، قاله يحيى.


قوله عز وجل: {وإذا قيل لهم اتَّقوا ما بين أيديكم وما خلْفكم} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: ما بين أيديكم ما مضى من الذنوب، وما خلفكم ما يأتي من الذنوب، قاله مجاهد.
الثاني: ما بين أيديكم من الدنيا، وما خلفكم من عذاب الآخرة، قاله سفيان.
الثالث: ما بين أيديكم عذاب الله لمن تقدم من عاد وثمود، وما خلفكم من أمر الساعة، قاله قتادة.
ويحتمل تأويلاً رابعاً: ما بين أيديكم ما ظهر لكم، وما خلفكم ما خفي عنكم.
{لعلكم ترحمون} معناه لكي ترحموا فلا تعذبوا. ولهذا الكلام جواب محذوف تقديره: إذا قيل لهم هذا أعرضوا عنه.
قوله عز وجل: {وما تأتيهم مِن آيةٍ مِنْ آيات ربِّهم} فيها ثلاثة تأويلات:
أحدها: من آية من كتاب الله، قاله قتادة.
الثاني: من رسول، قاله الحسن.
الثالث: من معجز، قاله النقاش.
ويحتمل رابعاً: ما أنذروا به من زواجر الآيات والعبر في الأمم السالفة.

قوله عز وجل: {وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم اللهُ قال الذين كفروا} الآية. فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم اليهود أمروا بإطعام الفقراء فقالوا {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه} قال الحسن.
الثاني: أنهم الزنادقة أمروا فقالوا ذلك، قاله قتادة.
الثالث: أنهم مشركو قريش جعلوا لأصنامهم في أموالهم سهماً فلما سألهم الفقراء أجابوهم بذلك، قاله النقاش.

ويحتمل هذا القول منهم وجهين:
أحدهما: إنكارهم وجوب الصدقات في الأموال.
الثاني: إنكارهم على إغناء من أفقره الله تعالى ومعونة من لم يعنه الله تعالى.

{إن أنتم إلا في ضلال مبين} فيه قولان:
أحدهما: أنه من قول الكفار لمن أمرهم بالإطعام، قاله قتادة.
الثاني: أنه من قول الله تعالى لهم حين ردوا بهذا الجواب، حكاه ابن عيسى.


قوله عز وجل: {ويقولون متى هذا الوعدُ إن كنتم صادقين} فيه وجهان:
أحدهما: ما وعدوا به من العذاب، قاله يحيى بن سلام. الثاني: ما وعدوا به من الظفر بهم، قاله قتادة.
قوله عز وجل: {ما ينظرون إلا صيحةً واحدة تأخذهم} قال السدي: هي النفخة الأولى من إسرافيل ينتظرها آخر هذه الأمة من المشركين، وروى نعيم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه فما يطويانه حتى تقوم، والرجل يخفض ميزانه فما يرفعه حتى تقوم، والرجل يليط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم، والرجل يرفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتى تقوم».

{وهم يخصمون} فيه وجهان:
أحدهما: يتكلمون في معايشهم ومتاجرهم، قاله السدي.
الثاني: يخصمون في دفع النشأة الثانية، حكاه ابن عيسى.
{فلا يستطيعون توصية} أي يستطيع بعضهم أن يوصي إلى بعض بما في يديه من حق.
ويحتمل وجهاً ثانياً: أنه لا يستطيع أن يوصي بعضهم بعضاً بالتوبة والإقلاع.
{ولا إلى إهلهم يرجعون} أي إلى منازلهم، قال قتادة لأنهم أعجلوا عن ذلك.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7